ما يميز الانسان عن جميع المخلوقات
الخصائص التي تميز الإنسان
لقد خلق الله سبحانه هذه الأرض بكل ما فيها وهو سبحانه لم يخلق شيئا في هذا الكون عبثا، فهو الحكيم بأفعاله سبحانه في
علاه، ومما لا تخطئه العين أنّ الله سبحانه قد ميز الإنسان من بين خلقه لما وهبه من نعمة العقل والإرادة حيث ان هاتين
النعمتين هما مناط التكليف وحمل المسؤولية والتي نأت الجبال عن حملها وحملها الإنسان . والعقل هو المسؤول عن
التفكير واهم ما يميز الإنسان الذي كرمه سبحانه وتعالى وميزه على سائر الكائنات الحية ولقد حث الله سبحانه وتعالى البشر
على التفكير في الكثير من الآيات القرآنية وكرم العقل والعلم والعلماء وأن الأديان السماوية حثت على التفكير والإسلام أحد هذه
الأديان الذي جعل التفكير فريضة إسلامية وفريضة التفكير في القرآن تشمل العقل الإنساني بكامل ما احتواه من الوظائف بخصائصها جميعا.
وقال تعالى فى كتابه الكريم عن التدبر. وقد وردت الادله العامة على ذالك :
افلا يتدبررون القران ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلاف كثيرا) سورة النساء الايه 82 وقال تعالى فى سورة محمد الايه 24
(افلا يتدبرون القران ام على قلوب اقفالها )وقال تعالى فى سورة المؤمنون (افلم يدبروا القول أم جاءهم مالم يأت اباءهم الاولين )
وقال تعالى فى سورة ص :الايه 29 ( كتاب انزلناه إليك مبارك ليدبروا اياته وليتزكر اولوا الالباب)
( لو انزلنا هذا القران على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرو) سورة الحشر 21
وكا هذه الايات تتكلم عن التدبر والتدبر يعنى : تأمل القرأن بقصد الاستبصار والاتعاظ والاعتبار
ويعرف الإنسان عموما بأنه كائن حي مفكر ناطق. و العقل من أهم ما يميز الإنسان عن المخلوقات الأخرى. ونحن نرى في القرآن
الكريم نطق الطير والنمل واستعمال العقل في التفكير. والآية السابقة تبين الخصائص الأساسية التي تفرق الإنسان عن غيره من
المخلوقات. وهذه الخصائص هي: السمع، والبصر، والفؤاد. والآيات التي تتحدث عن الطير والنمل هي قوله تعالى
{قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ }الأنعام50
والتفكير نعمة إلهية وهبها الله لبني البشر دون غيرهم من مخلوقاته وهو يمثل اعقد نوع من أشكال السلوك الإنساني
جعل الله تعالى الإنسان خليفته في الأرض وميزه بالعقل عن بقية المخلوقات وجعل عقله مدار التوافق وتحمل أعباء المسؤولية.
وحثه على النظر في ملكوته بالتفكير وأعمال العقل والتدبير قال تعالى في سورة الرعد: {وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا
رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }
ويعد التفكير من الظواهر التي تتطور عبر مراحل العمر المختلفة وهو من أكثر الموضوعات التي تختلف الرؤى وتعدد أبعادها
وتشابكها والتي تعكس تعقد العقل البشري وتعقد عملياته ،إن ما يميز الإنسان عن غيره من المخلوقات قدرته على التفكير ،
فمن خلال رحلته الطويلة على مر العصور البدائية إلى عصور الحضارة قد استطاع أن يواجه مشكلات لا حدود لها. هذه المشكلات
تزداد صعوبة وتعقيداً بتطور المجتمع وتغيراته السريعة.
ويعد التطور الحضارى الملموس فى جميع جوانب الحياه المعاصرة يعود الى نتاج تفكير الاجيال المتعاقبة منذ بداء الخليقه
فعملية التفكير تمر بمراحل تشبه الدائره (ولذالك اطلق عليها الدائرة الفكرية) حيث ان العقل الانسانى يستطيع انجاز
خمس مهام أو وظائف رئيسة وهم : الوصف، والتفسير، والقرير، والتخطيط، والتنفيذ. و هذه الوظائف متصلة ببعضها البعض،
فالفكر يبدأ فعالياته الفكرية اولا بان يصف المعلومة الذي يستقبلها ويبدأ عقل الإنسان بالتوسع بهذه المعلومة وتفسرها ثم يقوم
بلاضافه لها مما في ذاكرته من خبرات وافكار ويبين أسبابها ويتوقع نتائجها، وينتقل بعد ذلك إلى تقرير ما يجب فعله تجاه
هذه المعلومة،ثم يقوم بوضع الخطط المناسبه لتنفيذ العمل وتوجيهه، وقد يتخذ قراراً بشأن جديد
ولقد أشار العديد من علماء النفس مثل شيرر . وجولدشتاين. إلى أن تفكير الإنسان متنوع وعريض ومن خلال التفكير يستطيع
الفرد ان يحدد نوع التاعليم التى اكتسبها بخبرته فى التعاملات .
والتفكير هو نوع من انواع السلوك البشري وهو اعلى مستويات النشاط العقلى وهو من الحاجات الاساسية فى اتخاذ القرارات
والمجتمعات المتقدمة تغرس فى ابنائها الثقة فى النفس وتؤهلهم لاتخاذ القرارت السليمة وتعطيهم فرص فى ادارة شؤن المجتمعات
قال تعالى
وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ» (الأعراف)
وفى هذه المقال عرفنا اهم ما يميز الانسان عن باقى المخلوقات ، وإذا لم يعمل الانسان بعقله أصبح شبيها بالحيوان من جهة
اهمال العقل والانسياق للرغبات دون الحقائق
