ماذا عرفت عن نبيك
- إن معرفة النبي صل الله علية وسلم هي أحد الأصول الثلاثة التي يجب على المسلم معرفتها وسيسأل عنها في قبره
- عندما يقال له . من ربك . وما دينك .ومن نبيك فماذا تعرف أيها المسلم عن سيرة نبيك وعن أخلاقه وعن صفاته
- وما نوع معرفتك به ؟ هل هي معرفة اتباع واقتداء ؟ ام مجرد معلومات لاتجاوز مسامعك
- قال الله تعالى ﴿ أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ ﴾
- فالمعرفة به صل الله علية وسلم ليس مجرد قراءة لسيرته واطلاع على أخباره واحتفالا بمولدة فحسب ولكنها معرفة
- تستوجب اتباعه وتصديقه في كل ماجاء به صل الله عليه وسلم وان يكن شعارك ان كان قال فقد صدق صل الله علية وسلم
- لقد كان كفار قريش يعرفون النبي صل الله عليه وسلم بأنه صادق وأمين ويلقبونه بذلك ولكن تلك المعرفة لم تنفعهم شيئًا
- لأنهم كذبوه ولم يتبعوا ما جاء به قال ابن كثير قال الله سبحانه وتعالى .منكرًا على الكافرين من قريش
- { أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون }
- اي: أفَهُم لا يعرفون محمدًا وصدقه وأمانته وصيانته التي نشأ بها فيهم أفيقدرون على إنكار ذلك والمباهتة فيه
- ولهذا قال جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه. للنجاشي ملك الحبشة أيها الملك إن الله بعث إلينا رسو لًا نعرف نسبه
- وصدقه وأمانته وهكذا قال المغيرة بن شعبة لنائب كسرى حين بارزهم وكذلك قال أبو سفيان صخر بن حرب لملك الروم
- هرقل، حين سأله وأصحابه عن صفات النبي صلى الله عليه وسلم ونسبه وصدقه وأمانته وكانوا كفارًا لم يسلموا، ومع
- هذا ما أمكنهم إلا الصدق فاعترفوا بذلك (تفسير ابن كثير ٥/ ٤٨٤)
- كذلك لم ينتفع أهل الكتاب بمجرد معرفتهم بالنبي صل الله عليه وسلم لأنهم عاندوا واستكبروا ولم يؤمنوا به ولم يتبعوه.
- أما نحن المسلمون فإنه ينبغي أن نعرف النبي صل الله عليه وسلم أكثر من غيرنا وأن تكون معرفة اتباع وانتفاع وطاعة
- وقال تعالى :(وإن تُطِيعُوه تهتدوا )
- والذي يتأمل في كتاب الله يجد بأنه لم يذكر تفاصيل حياة النبي صلى الله عليه وسلم وولادته ونشأته ولم يذكر زوجاته ولا
- أولاده وترك هذه التفاصيل من السيرة ليقوم الصحابة بروايتها ونشرها . وإنما بين منهجه صلى الله عليه وسلم وحياته في
- الدعوة وعبادته وصبره وخلقه وعلمه وحكمته واجتهاده . والله تبارك وتعالى يريد لنا معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم
- معرفة حقيقة نابعة عن إيمان واتباع وطاعة واقتداء كيف نعرف نبينا صل الله عليه وسلم
- يجب أن نتعرف على أخلاقه ومنهجه في الدعوة كما بينها القرآن وأن نحفظ أحاديثه ونقرأ سيرته ونوقره ونصلي عليه
- وألا نحصر التعرف على سيرته في شهر من السنة أو يوم من الشهر .
- كذلك فإن من معرفته أن نعرف قدر سنته صلى الله عليه وسلم وأنها مصدر للتشريع .
- قال صلى الله عليه وسلم : ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن
- فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه . (رواه ابن ماجه بسند صحيح)
- وعن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما قال كنت اكتب كل شئ اسمعه من رسول الله صل الله عليه وسلم واريد حفظه
- فنتهتنى قريش وقالوا اتكتب كل شئ تسمعه ورسول الله صل الله عليه وسلم بشر يتكلم فى الغضب والرضا فأمسكت
- عن الكتاب فذكرت ذالك لرسول الله صل الله عليه وسلم فأما باصبعه الى فيه فقال اكتب
- (فوالذى نفسي بيده ما يخرج منه الا الحق) سنن ابو داوود